لماذا يموت مرضى اليمن بعد سفرهم للعلاج في الخارج؟!!


قضية يناقشها د.هلال الغلابييتداول بين أوساط مجتمعنا ونسمع كثيرا عن مرضى سافروا للعلاج خارج اليمن ولكن للأسف كان مصيرهم الموت هناك والعودة جثامين، معللين ذلك برداءة الطب في تلك الدول وارتكاب أخطاء طبية بحق مرضى اليمن أو تعريرضهم للأهمال.

أولاً: لابد أن نتفق أن الامكانيات الطبية في تشخيص وعلاج المرض في أغلب الدول التي يقصدها المريض اليمني وأهمها مصر والهند والأردن تشكل عموما حالة أفضل من اليمن بلا نقاش.
ولا يمكن أن ننكر مقابل وجود هذا التفوق في الامكانيات عن وجود النوع الردئ من الخدمات الطبية وهذا ليس فقط في الدول المذكورة أعلاه بل حتى في دول متقدمة طبيا وهذا يعود لأسباب كثيرة ليس موضوع نقاشنا،لكن يجب أن يتحمل المريض أو مرافقيه أو المسؤولين عن إرشاد المريض جزء من المسؤولية لأنه يتم توجيهه إلى أماكن ذات كفاءة منخفضة وغير موثوقة.
ومن هؤلاء بعض الجمعيات والمنظمات الخيرية والجهات الحكومية حيث تلزم مرضاها أو منتسبيها بالعلاج في أماكن معينة غير مناسبة أو تعيين مشرفين غير أكفاء أو تتركهم يصارعون المرض دون استكمال الخطة العلاجية.

وهذا لا يشمل إمكانية حدوث الخطأ الطبي أو المضاعفات التي تكون متوقعة أو غير متوقعة ونادرة الحدوث وهذا يحصل في أكبر مراكز العالم كفاءة وإمكانيات وقدرات لأنها خارج أرادة العنصر البشري والتقني .

من خلال أطلاعي على حالات كثير من المرضى اليمنيين الذي يقصدون جمهورية مصر للعلاج استطيع أن أصنف المرضى إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول :وفيه تندرج أغلب الوفيات إذا لم يكن كلهم، من هؤلاء مرضى حالتهم الصحية لا تستدعي ولا تستحمل السفر كونها متقدمة جدا ولن تستفيد من اي تدخل جراحي أو دوائي كبعض السرطانات المتقدمة والمنتشرة في الجسم والحروق الواسعة والاصابات المتعددة والعنيفة والحالات التي تعاني من فشل مزمن في أكثر الأعضاء وهذه تحتاج إلى استشارة أطباء ثقات وأمناء فقد يكون كل ما تحتاجه فقط بعض المسكنات وعلاج تحفظي في الداخل حتى يكتب الله الأجل، فتعريضها لمشقة السفر التي تنهك الشخص السليم ناهيك عن أمثالهم أو خضوعها للعلاج الكيماوي او الاشعاعي يعمل على تدهور الحالة وربما وفاتها أسرع من لو لم تسافر أو تأخذ العلاج والإعمار بيد الله ،أو كون حالتهم حادة وطارئة وتحتاج إلى علاج مبدئي وعاجل في الداخل حتى تستقر وتكون آمنة للنقل مثل الحروق الحادة والحميات والالتهابات الجراحية والاصابات الحادة فهذه الحالات لابد أن تستقر قبل نقلها فالاستعجال في نقلها يفاقم الحالة خلال النقل وتزداد المضاعفات مما قد تؤدي إلى الوفاة بعد وصولها بأيام قليلة.

الصنف الثاني: صنف حالته الصحية بسيطة ولا تستدعي السفر للخارج أعني بذلك أنه كان بالإمكان تشخيصها و علاجها في الداخل لكن نتيجة لوجود انعدام الثقة بالطبيب اليمني أو عدم عرض المريض على الطبيب المتمكن أو عدم الالتزام بأخذ العلاج وتعليمات الطبيب وأحيانا إصرار الأهل على سفر المريض كنوع من الأهتمام المفرط أو وجود إمكانيات مادية كافية للسفر والسياحة وهذا الصنف عادة هم من يتخذون قرار السفر بأنفسهم دون الرجوع للطبيب المختص وعادة يكونون من ميسوري الدخل أو من المتفلسفين ونادرا يكون عن قلة وعي
وكثيرا من هؤلاء الصنف يكونون عرضة للضحك والنصب عليهم لأن فلسفتهم العمياء تلازمهم حتى خارج البلاد وهؤلاء هم من يحرضون ضد الطبيب المحلي وينشرون الأشاعات.

الصنف الثالث:
هذا الصنف حالته فعلا تستدعي خبرات طبية أكبر وإمكانيات تشخيصية أفضل وتدخلات علاجية متقدمة لا تتوفر في الداخل مما يجعل الطبيب المختص والأمين يوصي بعلاجه في الخارج وهؤلاء في الحقيقة يستفيدون من سفرهم بشرط أن يقصدوا العلاج في أماكن محترمة ومع مختصين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة وهنا يأتي دور المرشد الأمين صاحب الضمير الحي الذي يخاف الله ويوجه المريض لأماكن محترمة وكفؤة.فقد لاحظنا ازدياد عدد السماسرة والدلالين وللأسف من خارج الحقل الطبي يوجهون المرضى لمراكز وأطباء لغرض الحصول على نسب ومردود بغض النظر عن حاجة المريض لذلك التخصص أو كفاءة المختص.

يتبع في مقال آخر،،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى