اللاجئون السوريون في المخيمات.. معاناة تتفاقم. #العاصفة

العاصفة نيوز /متابعات

تنتاب اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء بالأردن، موجة من القلق المزمن، النابع من احتمالات وقف المساعدات المالية لهم، أسوة بالأسر التي تقطن خارج المخيمات، وهي مساعدات مقدمة لهم من قبل برنامج الأغذية العالمي، ومخصصة بشكل أساسي لتأمين احتياجاتهم الغذائية.

ورغم قلة هذه المبالغ التي تصرف للأسر شهرياً، فهي تشكل بالنسبة لهم عوناً وسنداً، في ظل ظروف عصيبة تمر عليهم، والمخاوف من أن تتفاقم الأوضاع لديهم بشكل أكبر.

أسرة السورية سلام حريري، المكونة من 5 أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال، تتلقى شهرياً 100 دولار، وهي مساعدة تكاد لا تكفيهم، مقارنة مع غلاء المعيشة والتضخم الذي يعاني منه الأردن.

تقول سلام «في كل يوم نجلس أنا وزوجي نفكر ما الخيارات المتاحة أمامنا لتوفير حياة كريمة لأطفالنا، الذين يحتاجون لرعاية حثيثة، وإن انقطعت هذه المساعدة، فإننا فعلياً سنعاني، لا سيما أن زوجي منذ أربعة أشهر كان يعمل في منظمة دولية، وهذه المنظمة أغلقت أبوابها، وانسحبت من المخيم، وهذه هي حال عدد كبير من المنظمات».

وعند سؤال سلام عن ماهية الحلول، تشير «الحل الجذري هو الهجرة إلى دولة أوروبية، رغم أن هذا الحل بات من المستحيلات، وفقاً لما يحدث في المشهد العالمي من أزمات، والحل المؤقت هو أن يتوجه زوجي للعمل في المشاريع الزراعية خارج المخيم، للعمل في مهنة الزراعة، والتي يعد أجرها قليلاً جداً، أما التفكير في العودة إلى محافظة درعا، فهو مؤجل إلى فترة لا تبدو قصيرة».

فيما تعيش هذه الأسرة في مخيم الزعتري، المكون من كرفانات «بيوت متنقلة»، أصبحت متهالكة مع الوقت، وتجاوزت مرحلة الصيانة، بل تحتاج إلى الاستبدال، ومع ذلك فإن هذه الأسرة ترى في سقف الكرفانة سقفاً آمناً، في حال تمت مقارنته مع سقف المنزل المستأجر خارج المخيم، والذي يحتاج توفيره إلى دخل ثابت ومرتفع، يتجاوز قدرة اللاجئين.

ووفقاً لتصريحات رسمية أردنية، فهنالك توقعات بوقف المساعدات عن اللاجئين داخل المخيمات في بداية شهر أكتوبر، وقبل شهرين، خفض برنامج الأغذية العالمي قيمة المساعدات الشهرية بمقدار الثلث لجميع اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق، والبالغ عددهم 119 ألف لاجئ، بسبب نقص في التمويل.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأردن الذي يُعَدّ ثاني أكبر دولة في العالم بعدد اللاجئين مقارنة بعدد السكان، يستقبل نحو 1.3 مليون سوري، بحسب بيانات الحكومة الأردنية، من بينهم 660 ألفاً و260 لاجئاً مسجّلين لدى الأمم المتحدة منذ عام 2011، من أصل أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري في مختلف الدول.

وبحسب التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية، ففي الأردن هنالك 453900 لاجئ سوري، يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد للربع الأول من العام، وهو ما يمثل 62 % من اللاجئين، كما لا يزال اللاجئون في المخيمات يعتمدون على المساعدة، ولا تزال فرص العمل محدودة، حيث يعاني 55 % من اللاجئين في المجتمعات المضيفة، و70 % في المخيمات من البطالة.

في المقابل، فإن منصة خطة الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية، قدرت حجم التمويل الذي حصل عليه الأردن للأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بـ 212.4 مليون دولار، من أصل 968.707 مليون دولار، متطلبات التمويل للعام الحالي، وبنسبة تمويل 22 %، بحيث تركز معظم التمويل على تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى