البحسني ..وقرار التعليق

 

لم نكن نتوقع بأن اللواء فرج البحسني سيقدم على هذه الخطوة الشجاعة التي اتخذها قبل بضعة أيام بتعليق عمله في مجلس القيادة الرئاسي الذي أصبح عبئ على الجنوب واليمن ،ولم يقدم اي شي يصب في مصلحة الشعبين،بل كل ماهو حاصل من هذا المجلس الهلامي هو زيادة المعاناة على شعب الجنوب الذي بات يرى في هذا المجلس الا بذرة خبيثة زرعت في جسم الجنوب من أجل ترويضه وحرف مسار بوصلته عن هدفه السامي المتمثل في استعادة دولته المغتصبة من قبل جحافل العربية اليمنية ،التي مازالت تعبث بمقدرات هذا الشعب الذي تجرع مرارة المعاناة من كؤوسها المختلفة،وبما ان هذا المجلس تأسس على عجالة من الزمن وتحصيل حاصل فإنه بقي حبيس الإدراج منذ ولادته والمؤشرات تشير إلى أن نهايته بات وشيكة ،وفي اي لحظة قد يتم الإعلان عن انتهاء هذه المسرحية المسماة مجلس قيادة رئاسي.

وبعد مرور أكثر من عام على مايسمى مجلس القيادة الرئاسي ،ولم يحقق أي تقدم في كافة الملفات المطروحة على طاولته، لاسيما ما جاء في اتفاق ومشاورات الرياض، والملف العسكري بخصوص ترحيل القوات اليمنية من الجنوب إلى موطنها الأصلي ،والتي مازالت قابعة في وادي حضرموت وتعبث بأمنه و مقدراته ،والخطوة التي أقدم عليها ابن حضرموت البار اللواء فرج سالمين البحسني بتعليق أعماله في هذا المجلس المؤقت جاءت متأخرة ،ولكن كما يقول المثل أن تأتي متأخر أفضل من أن لا تأتي ،الكل في الجنوب عامة وحضرموت خاصة أيدوا ما أقدم عليه البحسني، فقد صدرت كثير من بيانات التأييد لهذا الخطوة الجبارة من المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة الهبة الحضرمية الثانية ،التي كان الجميع من أبناء حضرموت في انتظارها بعد فشل الرئاسي المنتهي الصلاحية عن الإستجابة لأصوات الحضارم الذين بحت حناجرهم من الهتافات التي تنادي برحيل كل ماهو جسم غريب في أرضها ينتمي للعربية اليمنية ،وتسليم الوادي لأبناؤه الذين يريدون تطهير أرضهم من الآفات الغريبة التي أصابته في مقتل بسبب تصرفاتهم الغريبة والقذرة القادمة من عصور التخلف والإنحطاط.

نحن واثقين كل الثقة بأن العليمي لايرغب في تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض ،ولو كانت توجد لديه قناعة ورغبة في ذلك لفعل من اول يوم وصل فيه إلى قمة هرم السلطة ،وهذه حقيقة واضحة للجميع سواء العليمي او اي مسئول يمني آخر لانهم كلهم في الهواء سواء بالنسبة للجنوب،وكل مايهمهم ان يبقى الجنوب لقمة صايغة في قبضتهم ،وهذا لن يتحقق لهم قط مهما حاولوا التلون والعزف بأوتارهم البالية ،والسؤال الذي نبحث له عن إجابة هل ما فعله البحسني قرار أحادي ؟او أنه جاء بعد التشاور مع الأعضاء الممثلين للجنوب في المجلس ؟نحن لن نستعجل على الإجابة على هذا السؤال الأيام القادمة هي كفيلة بالإجابة عليه؟انا حسب تحليلي وتوقعاتي بأن هذا القرار جنوبي يقف وراءه الطيف الجنوبي في مجلس القيادة ستتبعه خطوات أخرى سياسية وعسكرية في حال تعنت العليمي وزمرته عن الإستجابة لما جاء في قرار اللواء البحسني ومشاورات الرياض.

صحيح مجلس القيادة الرئاسي يعيش في حالة من الجمود ولايزال حبيس الجدران ولم يحرك ساكنا، بسبب التعنت من قبل الطرف الآخر ،الذي لايرغب في إيجاد الحلول لكل الملفات الشائكة ،لاسيما مايتعلق بخروج القوات اليمنية المحتلة لوادي حضرموت والمهرة والملف الإقتصادي والخدماتي ، ومايدور من اجندات خبيثة حول حضرموت تقف خلفها بعض القوى اليمنية المعادية للجنوب والتي تريدها أن تظل مكبلة بقيود الذل ،ورهينة تحت رحمتهم ،ومن هذا المنطلق اتخذ ابن حضرموت اللواء البحسني قراره الشجاع، لعله يضع حد للمهزلة التي تدار في ربوع حضرموت عبر بعض الأيادي والمكونات المستنسخة والموولة يمنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى