جزيرة ارخبيل سقطرى  ” من أغرب جزر العالم ”  

 

جزيرة ارخبيل سقطرى  ، هى من أكبر الجزر في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، ومن أغرب وأجمل الجزر فى العالم ، ويشار إليها أحيانًا باسم “جزر غالاباغوس المحيط الهندى” ،  يُعرف باسمها “أرخبيل سقطرى” ، مكون من ست جزر على المحيط الهندى قبالة سواحل القرن الإفريقى بالقرب من خليج عدن ، على بعد ٣٥٠ كيلو متر ، جنوب شبه الجزيرة العربية ،  وتعتبر جزيرة سقطرى من أكبر الجزر العربية ، ويبلغ طولها ١٢٥كم ، وعرضها ٤٢ كم ، ويبلغ طول الشريط الساحلي ٣٠٠كم .

 

أعلنت جزيرة سقطرى كمحمية طبيعية في عام ٢٠٠٠م ، كما تم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمى فى العام ٢٠٠٨ م ، ولقبت بأكثر المناطق غرابة فى العالم ، وصنفتها صحيفة النيويورك تايمز كأجمل جزيرة فى العالم للعام ٢٠١٠م ، نظرًا للتنوع الحيوى الفريد ، والأهمية البيئية لهذه الجزيرة ، وانعكاسها على العالم ، وتعد الجزيرة من أهم أربع جزر فى العالم من ناحية التنوع الحيوى النباتى .

 

كما أنها صنفت في عام 2017 من أهم المواقع البحرية ، لاحتوائها على العديد من الشلالات من أعالي الجبال ، كما وأن فيها أكبر مغارة تسكنها العديد من الأسر والمواشي ، ويوجد بها الكثير من الكهوف.

 

تشير التقديرات الجيولوجية إلى أن جزيرة سقطرى انفصلت عن أجزاء العالم الأخرى منذ ملايين السنين ، أدى ذلك الإنفصال إلى خلق مستوى فريد وغير مألوف من الإستيطان الحيوى جاعلاً الكائنات الحية والنباتات الموجودة بها نادرة الوجود حتى تكاد تكون غريبة عن كوكب الأرض ، لتصبح سقطرى عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر على وجه الأرض.

 

ترجع شهرة جزيرة سقطرى التاريخية والتجارية إلى بداية العصر الحجري ، وازدهار تجارة السلع المقدسة مثل اللبان والبخور والصبار المختلف أنواعه ، ونشاط الطريق التجارى القديم ” طريق اللبان ” ، فكانت سقطرى أحد المراكز الهامه لإنتاج السلع المقدسة ( حسب معتقداتهم آنذاك ) ، حيث اكتسبت شهرتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التى كانت تستخدم فى الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم ( حسب معتقداتهم آنذاك ) ، حيث ساد الإعتقاد بأن الأرض التى تنتج السلع المقدسة آنذاك هى أرض مباركة من الآلهه ( حسب معتقداتهم آنذاك ) ، وارتبطت الجزيرة فى التاريخ القديم بمملكة حضرموت .

وقد كان لها حضور فى كتب الرحالة والجغرافيين القدماء ، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية .

 

حيث اشتهرت سقطرى بإنتاج الند ، وهو صنف من أصناف البخور ، وبإنتاج الصبر السقطرى ، كأجود أنواع الصبر

من أقدم الآثار التي عثر عليها في  ارخبيل سقطرى هو موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح أن يكون بقايا مشغل لصنع الأدوات الحجرية من أحجار الصوان (العصر الحجري) وذلك حسب مصادر البعثة الروسية  التي عملت بالجزيرة إذ تغطي فيها اللقى الأثرية مساحة تقدر بـ 1600 متر مربع، كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وإناء كروي من الفخار الأحمر، ويرجح أن تاريخ تلك المدافن يعود للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد. وفي منطقة أريوش عُثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يُحدد تاريخها لكنها شبيهة بالنقوش اليمنية القديمة وكذلك النقوش والرسوم التي عثر عليها في الجزيرة العربية من صور سحرية ومناظر للإنسان والحيوان، أما اللقى الأثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على قطع من أواني فخارية مستوردة يعود تاريخها إلى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلاد. مع إنه من غير المعروف بالضبط متى استوطن الإنسان أرخبيل سقطرى، إلا إن عالم الآثار الكسندر سيدروف- مدير متحف الشعوب الحضارية في روسيا ورئيس البعث الأثري الروسية في سقطرى يقول إنه قد تم العثور على موقع يعود إلى العصور الحجرية أي إلى ما قبل مليون ونصف المليون سنة، هو منذ العصر الحجري المبكر المسمى بدهر الأولدوفاي ( نسبة إلى كهف أولدوفاي في تنزانيا ) هذا الدهر يوافق فيما يخص قارة إفريقيا و الشرق الأوسط إطارا زمنيا يقع ما بين مليونين و خمسمائة ألف عام و مليون و أربعمائة ألف عام قبل تاريخنا الحاضر. الأمر الذي يؤكد أن الإنسان القديم سكن هذه المنطقة المهمة من العالم وتدل على أن وجود الإنسان البدائي في سقطرى يعود إلى نحو ٦٠٠ ألف عام وقد تكون الجزيرة متلاصقة مع القارات الأخرى، مضيفاً بأن ديانة سكان الجزيرة قديما كانت كديانة سكان حضرموت الذين كانوا يعبدون الإله سين “ذو عليم” في العالم القديم. ونجد العديد من المؤرخين قد أشار إلى الجزيرة وخاصة المؤرخين الرومان والإغريق، وبعض المؤرخين والجغرافيين العرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى