في رثـاء أيقونة النضـال.. رحل اللواء المحجري وبَقيت سيـرته مُلهمة للأجيـال

كتب / احمد الخيلي السقلدي

 

غيب الموت قبل أيام أحد مناضلي جنوبنا الحبيب وأحد أبرز قادة العمل السياسي والعسكري المناضل اللواء محمد مثنى ناصر المحجري “السقلدي” بعد صـراع طويل مع المرض وعن عمر مديد أنفقه بسخاء وصمود وشجاعة مُلهمة على ارض جنوبنا الحبيب حيث كانت مسيرة حياته طويلة زاخرة بالعطاء الفكري والسياسي، والعسكري .

 

كيف أستطيع أن أكتب الكلمات لواحدٍ من أروع وأعظم القادة ، فكل الكلمات التي يمكن أن أكتبها في وداعه أصغر من قامته ، وكل الكلمات التي يمكن أن تقال أصغر من هامته التي لم تنحني الا لله عز وجل ، وكل الكلمات التي يمكن أن تُكتب تعجز عن وصف حبه للوطن والجيش والشعب إنتماءً وولاء وعز وفخار . فقد الجنوب الكثير من رجالهِ و رموزه ، لكنهُ اليوم فقدَ رمزا وطنياً وفياً وصلباً ومخلصاً وعظيماً من رموزهِ العسكرية ، رمزاً سيشهد له التاريخ في تطوير الفكر العسكري والإنساني ، فامتزجت بروحه الطاهرة طبقة العسكر وطبقة الجنوبيين المدنيين الذي ما توانى يوماً عن مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم .

يا فقيد الجنوب الخالد ، يا عاشق تراب الوطن ورجل الشدائد والمحن ورجل الشموخ والإباء ، في رحلتك مع الحياة اخترت طريقاً وضعك بفخر واعتزاز في سجل القادة العظماء والرجال الأحرار والقادة الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه ، لتصبح بسيرتك الخالدة وقيادتك ووطنيتك وحنكتك العسكرية قبلة للشرفاء والأحرار ، ومثلا أعلى للأوفياء المخلصين لوطنهم وشعبهم . أيها القائد الإنسان الساكن في قلب كل جنوبي حر شريف “مدني وعسكري” في صفوف جيشنا الجنوبي المصطفوي ، وفي ضمير كل حر وشريف في هذا الشعب العظيم الذي احبك لأنك أحببت الجنوب أرضاً وشعباً يداً واحدة في السراء والضراء . أيها القائد لم تكن يوماً باحثاً عن مجد ولا مغنم ولا دنيا ولا منصب ولا جاه ، بل لنصرة الحق ونصرة المظلوم ، تحت راية استعادة دولة الجنوب.

 

أيها المناضل أبا اليمني عشت رجلاً شريفاً حراً ومخلصاً وفياً ، وتوفاك الله صامداً وشامخاً كشموخ جبل شمسان وردفان . رحمة الله عليك يا أبا اليمني ، وستبقى خالداً في ذاكرتنا ، ولن ينساك التاريخ ولن ينساك العسكر . نم قرير العين ، فهنيئاً لك محبة الجنوبيين ورفاق دربك الشرفاء ، ولا نملك أمام فاجعة رحيلك إلا أن نقول “انا لله وانا اليه راجعون”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى