وزير الخارجية الأمريكي في السعودية

العاصفة نيوز: عقيد ركن مقبل ناجي مسعد

 

بدأ وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية ،حيث وصل اليها صباح يوم الثلاثاء الماضي الموافق06يونيو 2023م،وقد اجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي سمو الامير محمد بن سلمان تركزت حول العديد من الملفات الثنائية والاقليمية والدولية ،ويوم امس الاربعاء عقد وزير الخارجية الأمريكي اجتماعاً هاماً في مقر مجلس التعاون الخليجي في جدة مع امين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي ومع بعض الوزراء ومع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي .

واكد امين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي على عمق العلاقات الاستراتيجية بين دول المجلس وامريكا في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية،فيما اكد الوزير بلينكن على الالتزام الأمريكي الكامل للدفاع عن حلفائها واصدقائها في مجلس التعاون الخليجي وحمايتها من اي اعتداء خارجي.

وعلى هامش زيارة الوزير الأمريكي للسعودية،افتتح صباح يومنا هذا الخميس الموافق08يونيو2023م في الرياض الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش والذي يظم (84) دولة وبحضور وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاردن والعراق،وممثلين عن بقية الدول،واقتصرت الجلسة الافتتاحية على كلمتي وزيري خارجية السعودية و أمريكا ،حيث اكد وزير خارجية السعودية سمو الامير فيصل بن فرحان على ان المملكة سوف تعمل كل مابوسعها لاعادة الامن والاستقرار الى تلك الدول التي تضررت من اعمال داعش الارهابية وفي مقدمتها العراق وسوريا،مطالباً الدول الغنية على استعادة رعاياها الذين لازالوا في بعض المخيمات في العراق وسوريا،مشدداً على تجفيف منابع الدعم للإرهاب بمختلف صوره،فيما اكد الوزير الأمريكي انتوني بلينكن ،بإن الحرب ضد داعش لم تنتهي بعد،مطالباً بإعادة المقاتلين الاجانب وعائلاتهم من العراق وسوريا الى بلدانهم،فالابقاء على هولاء المسلحين في المخيمات يهدد بعودة التنظيم،مؤكداً ان هناك العديد من هذه العناصر قد انتقلت الى مناطق اخرى،مثل افغانستان ومنطقة الساحل وغرب افريقيا،وان من الضروري ان تتابع امريكا الوضع الامني في هذه المناطق وغيرها،مشدداً على محاربة الدعاية التي تنشرها داعش والتي لاتقل اهمية عن مواجهتها عسكرياً تأتي زيارة الوزير بلينكن الى المملكة في ظل خلافات حول العديد من الملفات التي فرضتها المتغيرات الاقليمية والدولية.

فماهي هذه الملفات التي حملها انتوني بلينكن وبحثها مع ولي العهد السعودي والتي تعتبر موضع خلاف بين الجانب السعودي والادارة الأمريكية ؟!!

  • في مقدمة هذه الملفات يأتي ملف التطبيع بين المملكة العربية السعودية واسرائيل والتي تسعى امريكا الى استكماله،وتطالب قيادة المملكة بمزيد من الخطوات في هذا الاتجاه،اقلها السماح للطيران الاسرائيلي للقيام برحلات تجارية وسياحية مباشرة من المطارات الاسرائيلية الى المطارات السعودية ،والسماح بالتبادل التجاري والسياحي وتنقل المواطنين بين الجانبين.

  • شراء منظومة الدفاع الأمريكية الجديدة والذي اثبتت فاعليتها في الحرب الاوكراينية،فالولايات المتحدة تريد تزويد معظم دول مجلس التعاون الخليجي بهذه الصواريخ ،للدفاع عنها من اي اعتداء خارجي .

  • الملف السوري وتشعباته،وعودة سوريا الى مجلس الجامعة العربية،واعادة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لعلاقاتها مع سوريا

  • نتائج إجتماع منظمة ( اوبيك) الاخير والذي اعلنت السعودية عن تخفيض انتاجها اليومي بمقدار مليون برميل في اليوم ،والعراق بنصف مليون برميل يومياً مع التزام اعضاء منظمة اوبيك ومنظمة (اوبيك +) بحصصها المتفق عليها ،وتأثير هذا التخفيض على اسعار النفط العالمية.

  • علاقات المملكة مع الصين،واعتزام المملكة العربية السعودية عقد اتفاقيات مع الصين لانشاء محطات نووية للاغراض السلمية،والاستغناء عن عملة الدولار في عملية التبادل التجاري بين المملكة والصين وبعض الدول الاخرى.

  • العلاقة السعودية الإيرانية والخليجية الإيرانية ،وانزعاج واشنطن مما صرحت به قيادة القوات البحرية الإيرانية من قيام تحالف بين القوات البحرية يظم إيران وباكستان والهند والسعودية وقطر والبحرين والإمارات وعمان،لضمان تأمين وضبط الملاحة الدولية في الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي،بالاضافة الى الملف النووي الايراني ،والتقدم الكبير الذي احرزته الوساطة العمانية بين واشنطن وطهران ،والتي تشمل ايضاً الافراج عن بعض الاسرى من الجانبين مع الافراج عن عشرين مليار دولار من الاموال الايرانية المجمدة في البنوك الامريكية.

كما تم التطرق الى حرب اليمن وبعض الملفات الاخرى ومنها استمرار التحالف الدولي لمحاربة داعش.

في تقديري ان زيارة الوزير الأمريكي لم تنجح في الحصول على اجابات شافية على كل الملفات التي حملها،لكنها حققت بعض النجاحات الجزئية في بعض الملفات الثنائية،ونجحت في اذابة الجليد الذي يعيق تحسن العلاقات واعادتها الى سابق عهدها،اما الملفات الاقليمية ،فإن ولي العهد السعودي سمو الامير محمد بن سلمان سوف يمضي في خياراته السياسية ويستمر في الانفراجة في علاقات المملكة الاقليمية وتعزيزها مع الدول الفاعلة في العالم وفي مقدمتها الصين وروسيا ،مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الإتحاد الأوروبي وامريكا .

ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمقرر اجرائها في نوفمبر العام القادم ،وقبلها حرب اوكراينا ونتائجها ،هي من تحسم توجهات وتحالفات العديد من الدول ،في المنطقة وخارجها، وسياسة التهدئة والانفتاح مع الجميع في الاقليم وخارجه هي الخيار الافضل للجميع

تحياتي لكم

عقيد ركن/

مقبل ناجي مسعد

08يونيو2023م

وزير الخارجية الأمريكي في السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى